فجوة العملات الرقمية

فجوة العملات الرقمية

 

أحد أشهر القصص التي مرت على تاريخ الإقتصاد هي فقاعة “زهور التوليب” أو “جنون التوليب” الهولندية في القرن السابع عشر.

حسب ما ذكر المؤرخين بأن زهور التوليب تم استقطابها من تركيا في أيام الدولة العثمانية مما جعلها رمز مجتمعي حتى وصل الحال بإقتنائها للتباهي والتفاخر أمام الآخرين وبأسعار باهظة الثمن للحد الذي جعل لها قيمة تعادل قيمة منازل و أراضي آنذاك ! 

مما ساهم في زيادة أسعار زهور التوليب هو ندرتها في ذلك الوقت حيث كانت تحتاج للكثير من العناية والوقت للزراعة ولم تكن منتشرة بالشكل الذي ينظر اليه في وقتنا الحالي، كما كانت الأدوات الزراعية والقطاع الزراعي متواضع جداً في قدراته مقارنة بما هو عليه اليوم.

إستمر هذا الحال إلى ان تمت إقامة مزاد لزهرة التوليب وكانت الصدمة حينها بانعدام الطلب عليها خلال إقامة المزاد ! انفجرت الفقاعة حين لم يكن هناك أي طلب على الزهرة في المزاد وتبين إنعدام قيمتها الحقيقية مما تسبب بالخسارة لكثير من اصحاب الأموال. كانت ومازالت حادثة زهور التوليب هي اهم الفقاعات التي واجهها العالم الاقتصادي منذ نشأته.

يسهل الربط بين هذه الحادثة وبين بعض أحداث العالم الاقتصادي الحالي، على رأسها العملات الرقمية التي تشهد تضخم عالي جداً في أسعارها رغم عدم وضوح الفائدة المرجوة منها بشكل صريح ومنطقي. 

العملات الرقمية رغم انعدام المركزية فيها وعدم وصولها مرحلة النضج الكامل حتى الآن إلا ان الطلب عليها وارتفاع أسعارها بشكل هائل أصبح امر واقع حتى أصبح التداول عليها من خلال الصناديق الاستثمارية في الولايات المتحدة رسمياً في مطلع العام الحالي.

عدة عوامل و مؤشرات قد أثرت في إرتفاع أسعار العملات الرقمية والإقبال عليها في السنوات الأخيرة بشكل فائق وأسعار غير منطقية وربما يمكن استثناء البعض من أنواعها هذه العملات لعدد من الأسباب. 

يبدو ان فترة العشر سنوات المقبلة قد يكون لها تأثير واضح إما بإنفجار الفقاعة وحدوث أزمة عالمية او إيجاد آلية واضحة من الحكومات والدول لفرض القيود الرقابية وحوكمتها بشكل واضح وغير مبهم للمستثمر.

 

 

 

المصدر: صحيفة مال

التعليقات0
ﻻ يوجد تعليقات.

أسعار العملات

العملة

السعر

النسبة

تحميل...