خسائر وتحقيقات فدرالية.. ملياردير "بينانس" يواجه شتاء العملات الرقمية من دبي

• بواسطة Super

• 2022-06-25

• 17

  مشاهدات

سلطت وكالة "بلومبيرغ" الضوء على أغنى رجل في عالم العملات الرقمية المشفرة، تشانغبنغ تشاو، وهو مؤسس منصة بينانس لتداول تلك الأصول اللا مركزية، ومقرها دبي. 

وخلال الأشهر الأولى من هذا العام، روجت بينانس لطريقة جديدة منخفضة المخاطر للاستثمار وحثت عملائها على شراء "عملة مستقرة" تدعى "تيرا يو إس دي".

وتعمل تلك العملة المشفرة إلى حد ما مثل حساب التوفير على أن تكون دائما بقيمة دولار واحد. وأخبرت بينانس العملاء الذين استخدموا خدمتها للشراء والبيع والاستثمار في العديد من العملات المشفرة أن هذه العملة المستقرة بالتحديد تقدم شيئًا مميزًا: الوعد بعائدات سنوية تقارب 20 بالمئة. 

واقترح موقع بينانس للعملاء أن "تيرا يو إس دي" يمكن أن تكون بطريقة ما "آمنة" و"عالية العائد". لاحقا، تبين أن عملة "تيرا يو إس دي" ليست آمنة ولا ذات عائد مرتفع. 

ويقول النقاد إن العملة كانت عبارة عن مخطط بونزي بداية الانهيار الذي أدى إلى انخفاض أسعار البيتكوين وتسبب في قيام الشركات في جميع أنحاء الصناعة بتسريح الموظفين على عجل وتجميد عمليات سحب العملاء. 

انخفضت عملة البيتكوين بنسبة 70 بالمئة تقريبًا عن ذروتها في نوفمبر ودفعت الصناعة للانكماش في شتاء قاسي على العملات المشفرة مما شكل أخبارا صادمة للمستثمرين.

في 16 مايو، كشف الرئيس التنفيذي لمنصة بينانس، تشانغبنغ تشاو، عن حجم الخسائر المتعلقة بالعملة المستقرة "تيرا يو إس دي تي" الخاصة بشركته. كانت حصة الشركة تبلغ 1.6 مليار دولار لكنها الآن تقترب من الصفر. ولا يعني ذلك أن تشاو كان يستجيب أو يصدر أي تحذيرات. وقال في مقابلة ذلك اليوم، "أنا لا أهتم كثيرًا بالمال".

في يناير الماضي، كان Zhao - تشاو واحدا من أغنى عشرة أشخاص في العالم على الورق على الأقل. والآن تراجعت ثروته الصافية جنبا إلى جنب مع سعر البيتكوين، حيث انخفضت من 96 مليار دولار إلى 11 مليار دولار، وفقا لمؤشر "بلومبيرغ" للمليارديرات. ومع ذلك، تظل بينانس أكبر شركة في مجال العملات الرقمية.

وتشاو مواطن كندي مولود بالصين هاجر إلى فانكوفر في سن الثانية عشرة وتخرج بدرجة علمية في علوم الكمبيوتر من جامعة ماكجيل في مونتريال، وتنقل تشاو البالغ من العمر 45 عاما في جميع أنحاء العالم طوال حياته ونادرًا ما أقام في أي مكان لأكثر من بضع سنوات.

بين النجاحات والانتكاسات

في أوائل العشرينيات من عمره، كتب رمزا لبورصة طوكيو. ثم جاءت مهمة في نيويورك في "بلومبيرغ". لاحقا انتقل إلى شنغهاي، حيث شارك في تأسيس شركة طورت برامج للمتداولين ذوي الترددات العالية قبل تأسيس بينانس عام 2017. 

لكن الحكومة الصينية حظرت بورصات العملات الرقمية خلال نفس العام. قال: "كنت أعيش على حقيبتين. في الواقع، حقيبة سفر كبيرة وحقيبة صغيرة". وفي دبي، شعر أخيرا بأنه في بلده، حيث اشترى شقة ونقل ممتلكاته واستأجر مكتبًا كجزء من مرحلة جديدة لشركة بينانس.

وأشار إلى أنه في سن الخامسة والأربعين كان أكبر بعشر سنوات على الأقل من معظم رواد الأعمال المشفرة، وتفاخر بعلاقة وثيقة مع الحكومة الإماراتية. 

قال إن العملات الرقمية كان استثمارًا أصح بكثير مما أدركه النقاد وستكون بينانس هي الشركة التي تثبت ذلك. 

وتابع: "لدينا 120 مليون مستخدم يثقون بنا فيما يتعلق بمدخرات حياتهم. نحن نحمي مستخدمينا ونتواصل مع الحكومات والمنظمين".

لسنوات، حذر النقاد من الثغرات المحتملة التي قد تجعل من الممكن للمجرمين وغاسلي الأموال نقل الأموال من خلال البورصات الرقمية. في يونيو، ذكرت وكالة رويترز أنه تم استخدام بينانس لغسل ما لا يقل عن 2.35 مليار دولار، بما في ذلك الأموال من أسواق المخدرات على شبكة الإنترنت المظلمة، ومجموعات القرصنة الكورية الشمالية، والمحتالين العاديين.

وتنفي بينانس ذك قائلة إن هذه الادعاءات مضللة وتشير إلى وجود فريق أمن مكون من 120 شخصا يضم كبار مسؤولي إنفاذ القانون السابقين من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا.

وتسمح المنصة لأي شخص بفتح حساب من أي مكان في العالم تقريبًا مع التفاصيل الشخصية الأساسية وعنوان البريد الإلكتروني فقط دون أن يثبت شيء هويتهم، طبقا لوكالة "بلومبيرغ".

في هذه الأيام، لا يمكن للمستخدمين الذين لديهم حسابات لم يتم التحقق منها فعل الكثير، ولكن لسنوات سُمح لهم بسحب عملة بيتكوين بقيمة تصل إلى 120 ألف دولار يوميا قبل تغيير السياسة عام 2021. وخفضت الشركة الحد الأقصى إلى 0.06 بيتكوين أو حوالي 1200 دولار في اليوم بالأسعار الحالية. 

يقول تشاو الآن: "ربما نكون من أوائل الشركات التي نمت في 180 دولة في نفس الوقت. كان لدينا مستخدمون في كل مكان. كان لدينا فرق في كل مكان".

لطالما قدمت بينانس نفسها كشركة لامركزية. ومن الناحية القانونية، تمتلك شركة جزر كايمان المسماة "بينانس القابضة" علامتها التجارية.

وتشاو هو المالك الوحيد لشركة "بينانس كابيتال مانجمنت" المسجلة في جزر فيرجن البريطانية والتي اشترت موقع بيانات التشفير "كوين ماركت كاب" مقابل 400 مليون دولار.

كما أن العديد من عمليات بينانس الموجودة في دول أخرى مثل مالطا وسنغافورة وأيرلندا وفرنسا وإيطاليا، مملوكة بالكامل لتشاو، إما بشكل مباشر أو من خلال كيان يسيطر عليه، وفقا لإيداعات الشركات.

وستبقى بينانس بورصة غير منظمة، لكن الشركة ستعمل أيضا على إنشاء بورصات محلية منظمة حيث يمكن للمستخدمين شراء العملات المشفرة بالدولار أو العملات الوطنية الأخرى. 

واستدعت بينانس الحكومات في اليابان ومالطا وسنغافورة، والتي تحركت جميعًا في النهاية لمنعها من الفتح، بينما حذر المنظمون في أماكن أخرى - بما في ذلك هولندا وجنوب إفريقيا وتايلاند وحتى جزر كايمان - من عدم السماح بتشغيل البورصة محليا. 

وصف تشاو تلك الإخفاقات بأنها انتكاسات وهي جزء من عملية "البحث في أماكن متعددة لمحاولة معرفة أيها سيكون أكثر ملاءمة للعملات المشفرة". 

في الولايات المتحدة، تواجه بينانس تحقيقات من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية بعد بيع محتمل للأوراق المالية غير المسجلة خلال طرح عملة "بي إن بي" التي تملكها المنصة عام 2017 وتداولها داخل البلاد. كما تواجه الشركة تساؤلات من الوكالة الفدرالية حول العلاقة بين التبادل العالمي والذراع الأميركي للمنصة. 

لم يذهب تشاو إلى الولايات المتحدة منذ سنوات وهو ما يعتبره البعض بمثابة اعتراف بالخوف من احتمال اعتقاله، لكنه نفى ذلك.

وقال إنه يتجنب زيارة الولايات المتحدة حتى لا يثير المواجهة، مردفا: "أعتقد أنه مسموح لي تماما بالدخول إلى الولايات المتحدة. لا مشكلة. لكنني لا أريد أن أعطي تصورا بأننا نحاول استقطاب المستخدمين هناك".

من جهته، قال تود وايت الشريك الإداري في "رولن آند وايت غوفيرنانس ستراتيجيز"، وهي شركة ضغط في واشنطن تركز على العملات المشفرة، إن هذه التحقيقات هي نتيجة لفشل تشاو في أخذ الامتثال للقواعد على محمل الجد. 

وأضاف وايت: "لقد كانوا فقط يخلقون تبادلات في جميع أنحاء العالم. أتفهم أنك تحاول بناء شيء ما، لكن قواعد مكافحة غسيل الأموال مهمة".

ومع ذلك، كان تشاو يتمتع ببعض النجاحات في أوروبا، حيث حصلت بينانس إيطاليا مؤخرًا على موافقة الجهات التنظيمية جنبًا إلى جنب مع بينانس فرنسا. 

وكان تشاو غرد على تويتر قائلا إنه على عكس شركات التشفير الأخرى، التي كانت تسرح الموظفين وسط التباطؤ في الأسواق، كانت بينانس "توظف 2000 منصب شاغر".

 

المصدر: قناة الحرة