هل يصمد الدولار أمام العملات الرقمية

• بواسطة Super

• 2022-09-10

• 15

  مشاهدات

 

ارتفع سعر الدولار بنحو 20% خلال العام الماضي مقابل سلة من العملات العالمية، وهو عند أعلى مستوى له منذ 20 عاماً، ويساوي اليورو الواحد حالياً أقل من دولار.

كما تراجع الين الياباني واليوان الصيني وحتى العملات المشفرة مثل «بيتكوين» أمام الدولار، واندفعت جميعها إلى النظام المالي القائم على الدولار بوصفه ملاذاً آمناً، ما يجعل الدولار مهيمناً على المشهد المالي العالمي.

وتقول مجلة «إيكونيميست»، إنه في الوقت الذي تواجه فيه أوروبا والصين ركوداً اقتصادياً، أثبت الاقتصاد الأميركي مرونة ملحوظة، مع نمو الوظائف والأرباح التي لاتزال قوية.

فالتضخم مرتفع ومجلس الاحتياطي الفيدرالي يرفع أسعار الفائدة بشكل أسرع وأعلى من البنوك المركزية الأخرى.

وللدولار القوي بعض المزايا، إذ يساعد في خفض التضخم، حتى لو تسبب في بعض مشاكل القدرة التنافسية للمنتجات على المدى الطويل، إلا أنه لايزال يحتل الصدارة في الفواتير التجارية والديون عبر الحدود. ونتيجة لذلك، ومع رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة تحولت رؤوس المال إلى أميركا، وتقلصت الموارد المالية للأسواق الناشئة.

وحتى الآن، ظلت الاقتصادات الكبيرة مثل الهند صامدة بشكل جيد، لكن البلدان الأصغر ذات الديون الثقيلة، مثل سريلانكا وباكستان، تواجه مشكلة كبيرة.

ويعد استمرارية هذا النظام العالمي القائم على الدولار، شهادة لبقاء أميركا التي مرت بأوقات عصيبة في السنوات الـ15 الماضية، منها أزمة مالية، وجائحة تم التعامل معها بشكل سيئ، وعجز مالي وأزمة دستورية في عام 2021.

لكن مع ارتفاع الدولار، فإن هناك تطورَين تقنيَين يحظيان باهتمام وثيق، الأول، هو أنظمة الدفع والعملات الرقمية التي تديرها الدول، وتكتسب زخماً لافتاً، مثل اليوان الإلكتروني الصيني الذي يبلغ عدد مستخدميه 260 مليوناً، ما قد يسمح للصين بتشغيل شبكة مدفوعات عالمية خاصة بها تجعلها محصنة ضد العقوبات الأميركية. كما تُظهر أنظمة المدفوعات الحكومية في أماكن أخرى، تأثيرات شبكية قوية، مثل النظام في الهند، والبرازيل، وهي شبكات يمكنها في المستقبل تسهيل المعاملات عبر الحدود بوصفها بدائل للنظام القائم على الدولار. أما التطور الثاني، فهو تحسن تقنيات التمويل اللامركزية.

وقد لا يكون التغيير التالي في أنظمة العملات واضحاً تماماً، حيث تتيح التقنيات الجديدة استقلالية للبلدان في المدفوعات.

ورغم أنه لم يتغير وضع العملة الاحتياطية للدولار بعد، إلا أن التكنولوجيا قد تغير هذا المعنى.

 

 

المصدر: الإمارات اليوم