الذهب أم البيتكوين… أي سفينة ستجتاز عاصفة الحرب؟ بواسطة Investing.com

• بواسطة Crypto Engineer

• 2023-11-06

• 55

  مشاهدات

 

في زمن عنوانه التغير- سواء على الصعيد السياسي أو على الصعيد التكنولوجي- يجد المستثمر نفسه في صراع مع أحداث القرن الـواحد والعشرين.

مع ازدياد شعبية العملات الرقمية كملاذ آمن حديث عوضًا عن الذهب, وتطورات الأوضاع الجيوسياسية الواقعة, وجدنا أنفسنا أمام خيارات صعبة وتحديات جديدة لم تكن مطروحة من قبل.

 

النار الإقليمية والذهب

 

لفهم دور العملات الرقمية كأصل مالي لحفظ القيمة في أوقات الحرب والنزاع, علينا أولًا الشرح بشكل موجز وسريع الصراعات الحاصلة, وفي مقدمة هذا الصراع  نجد الحرب الروسية - الأوكرانية, وبالطبع, حرب المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني.

أولًا كان لدينا التصعيدات الروسية الأوكرانية في بدايات 2022 والحصار الاقتصادي على روسيا الذي أدى إلى تجميد خطوط الإمداد, مما تسبب بتذبذبات كبيرة في أسعار الطاقة وتفاقم أزمة الطاقة في عام 2023. 

يبدو أن العالم قد نسي هذه الحرب في ظل التطورات في الشرق الأوسط, إلا أنه في الأسابيع التي تلي خبر الاجتياح إخترق سعر البترول الخام مستويات 130 في 6 آذار 2022, وهي ثاني أعلى قمة وصل إليها النفط بعد القمة التي اخترقها في تموز 2008 عندما إخترق مستويات 160 للبرميل (السعر معدل نسبًة للتضخم) عندما هاجم الكيان الصهيوني جمهورية إيران, وإرتفع الذهب في طبيعة الحال ليصل إلى 2078 في آذار 2022.

وثانيًا كان لدينا هجوم المقاومة الفلسطينية على الكيان المغتصب في 7 تشرين الأول من هذه السنة، والتي تبعتها قرارات ومواقف سياسية وتحركات عسكرية زادت القلق في الأسواق المالية بشكل غير مسبوق.

كمثال قريب، كان خطاب الأمين العام لحركة المقاومة الإسلامية في لبنان السيد حسن نصرالله الواقع يوم الجمعة مسبوقًا بإغلاق الذهب فوق مستوى 2000 لأول مرة منذ أيار 2023 بسبب الخوف من حرب إقليمية شاملة في الشرق الأوسط. 

فكما نعرف، في تموز 2006 إرتفعت أسعار الطاقة عالميًا بعد إشتباكات الكيان الصهيوني مع كتائب حزب الله… وارتفع الذهب مع ازدياد القلق من اتساع الجبهات ودخول المنطقة بأكملها إلى الحرب.

فالسوق يتذكر، واستمر الذهب بالتذبذب بين مستويات الـ  2000 و1980 خلال الخطاب الذي استمر لمدة ساعة وعشرين دقيقة, حتى استقر في لحظة كتابة هذا المقال عند مستوى الـ 1992، وهو على طريقه لأن يحقق أكبر مكاسبه منذ تموز 2020.

 

المعرفة نصف المعركة

 

كما رأينا، لكلا الحدثين تأثيرًا كبيرًا على الأسواق وعلى الأسعار, وبالتالي, على المستثمر واستراتيجياته. ففي حالات عدم اليقين يزداد الحذر والتحوط ويتم التوجه نحو الملاذ الآمن التقليدي… وهو الذهب. ولكن في ظل ظهور الأصول الرقمية, ظهر متحدي جديد للذهب في أوقات القلق وهو البيتكوين.

الطبيعة اللامركزية للكريبتو، التي تتخطى الحدود الإقليمية, جعلتها خيارًا مغريًا في أوقات التوتر الجيوسياسي. وهذا لأن العملات المشفرة- وعلى رأسها البيتكوين- لا تتأثر بسياسات نقدية أو مالية وتعمل بعيدًا عن أي تدخل أو خطر حكومي أو دولي.

ولكن لا يمكننا غض النظر عن المخاطر التي تأتي مع الاستثمار في العملات المشفرة… فيجب أخذها بعين الاعتبار عند تقييمنا لخياراتنا الاستثمارية… فقد نجد فيها فرصًا لا تفوت.

 

رؤى المستقبل

 

يصمد الذهب تاريخيًا في أوقات الأزمات الاقتصادية والحروب ويرتفع سعره, مما يعكس منصبه كملاذ آمن بين المستثمرين. أما بالنسبة إلى البيتكوين, فلا يمكننا الحكم عليه في مثل هذه الحالات نظرًا لقلة البيانات التاريخية بسبب كونه أصل جديد وغير ناضج بعد… فبالرغم من معدلات نموه العالية خلال حياته إلا أن انعكاسات الأزمات عليه ما زالت مبهمة ومتقلبة.

فعندما انهار بنك Sillicon Valley في آذار 2023 إرتفع البيتكوين بنسبة 18%, وفي جائحة COVID-19 إرتفع بنسبة 300% بسبب إنخفاض أسعار الفائدة في السوق المالية.

أما الآن، وفي ظل المستجدات في الشرق الأوسط, فقد إخترق البيتكوين  حاجز الـ 35,000 في 25 تشرين الأول 2023 لأول مرة منذ أيار 2022 وكاد أن يخترق مستوى الـ 36,000 في 2 تشرين الثاني.

ومع ذلك، تقلباته تجعله كسيف ذو حدين… فهو يوفر فرص مكاسب كبيرة وفي نفس الوقت يعرضنا لخسائر ضخمة.

 

على أي سفينة ستراهن؟

 

عند مقارنة معدلات نمو الذهب مع معدلات نمو البيتكوين, تصبح الصورة أوضح. بالرغم من كون كلاهما محدودان الكمية, فإن الذهب قد نما بمعدل يقارب الـ 1.7% سنويًا  في آخر 20 سنة, بينما ينمو البيتكوين بمعدل يقارب الـ 3% سنويًا, وهذا ليس بقليل.

فإذا كان لديك دولارين أردت استثمارها منذ 10 سنوات, فوضعت دولارً واحدًا في البيتكوين ودولارً آخرًا في الذهب, لكان الدولار المستثمر في البيتكوين أصبح 165.45$ بينما الدولار المستثمر بالذهب لكان أصبح 1.53$.

 

في الخ‍‍تام

 

لا يمكننا الحكم أيًا من البيتكوين أو الذهب أفضل لإختلافاتهما الجذرية. فالذهب هو أصل ملموس له تاريخ عميق، أما البيتكوين فهو أصل رقمي يمثل آفاقًا جديدة وواسعة لأسواق المال ويتسم بالنمو السريع والتقلبات الكبيرة. ويعود اختيارنا لمدى قدرة تحملنا للمخاطر وإستراتيجياتنا الاستثمارية.

فهل أنت تآمن بالماضي العريق للذهب… أم بالمستقبل المشرق للعملات الرقمية؟